وكانت أكسيونا للإنتاج والتـﺼميمات هي الشركة المسؤولة عن الدعم التقني وتنفيذ متحف مشيرب، الذي قد تم افتتاحه منذ ثلاثة أعوام وقد استقبلت قاعاته أكثر من 80.000 زائر. وذلك بهدف التعريف بتاريخ دولة قطر وموروثها الثقافي، ويضم هذا المتحف مواد سمع بـﺼرية وتفاعلية حديثة لتحفيزعملية مشاركة الزائرين وحصولهم على تجربة متميزة.

وتعد قطر، التي يبلغ إنتاجها سنويا حوالي 77 مليون طن، أكبر مصدر للغاز الطبيعي في العالم وواحدة من البلدان التي سجلت أعلي دخل للفرد علي مستوى العالم. وهي الآن صوب عملية تحول كبير تهدف إلى اقتصاد أكثر تنوعا، مدعومة باستعادة جزء من تراثها وتاريخها.

وهذا هو الهدف الرئيسي الذي أُنشأ متحف مشيرب من أجله، والذي تم افتتاحه منذ ثلاثة أعوام وكانت أكسيونا للإنتاج والتـﺼميمات هي من قامت بمهمة الدعم التقني وتنفيذ المتحف. ويقع هذا المتحف في منطقة مشيرب المتميزة، قلب مدينة الدوحة، تلك المنطقة التي وقع الاختيار عليها لتكون المركز الحكومي والثقافي لدولة قطر.

وقد قامت بتنفيذه شركة مشيرب العقارية (مؤسسة دولة قطر)، ويتكون هذا المجمع من أربعة منازل تقليدية يرجع تاريخها لأوائل القرن العشرين، تم بناؤها لاستضافة بعض المتاحف المرتبطة ببعضها من حيث الشكل، على مساحة 3.000 مترمربع. يمثل كل منها جولة مختلفة في تاريخ هذا البلد، مع التركيز على بعض الملامح من ماضيها.

بيت بن جلمود، تاريخ العبودية في المحيط الهندي

ويمثل المنزل الأول من هذه المنازل المتحفية، بيت بن جلمود، تاريخ العبودية من خلال انتقاء مجموعة من المواد السمع بصرية التي تحتوي على عروض ثلاثية الأبعاد، والرسوم المتحركة، وكذلك إعادة صياغة للتاريخ، بالإضافة إلى بعض الشهادات الحقيقية لبعض الأشخاص.

وقد ساعدت التقنيات السمع بصرية التي أضافتها شركة إيه بي دي إلى هذا المشروع على دمج الزائر في تجربه حقيقية من خلال الشاشات المتعددة والمتزامنة، بالإضافة إلى الأجهزة التي تعمل باللمس والعروض التي تتوافق مع الهندسة المعمارية للمبني والتي يتم مزامنتها مع تسليط الضوء على القطع المعروضة.

وبالتالي، فإن الفيديو المعتمد على الرسوم المتحركة، علي سبيل المثال، يعمل على إعادة تجسيد الظروف القاسية لعمل العبيد الأفارقة الذين قد جاءوا من زنجبار إلى مياه الخليج الفارسي لمهمة جمع اللالئ، باعتباره النشاط الاقتصادي المحلي الرئيسي آنذاك، إلى جانب تربية الجمال، حتى منتصف القرن العشرين.

كامباني هاوس، اكتشاف البترول

وقد شهد هذا البلد ازدهارا ملحوظا منذ اكتشاف البترول في حقبة الأربعينيات. وقد استبدلت الزوارق الخشبية التي كانت تستخدم لجمع اللؤلؤ بالعبّارات الفاخرة والجمال، ثم بعد ذلك بالسيارات الفارهة.

ويشيد المنزل الثاني من منازل المتحف، كامباني هاوس، بالعمال القطريين الذين قد ساهموا في لبنة هذا التطور، والذين كانوا يعتبرون الرواد في عملية استخراج النفط واستغلاله.

وتعتمد محتويات هذا المتحف علي الصور والوثائق المتعلقة باكتشاف النفط واستغلاله في وقت مبكر، ولكن يعتبر العرض السمع بصري الحقيقي”بأيديهم العارية” من أكثر الأشياء تميزًا.

وقد تم تجسيد ظروف العمل القاسية التي عانى منها رواد صناعة البترول من خلال عرض بجودة عالية عُرض على ثلاث شاشات على شكل شبه منحرف بجودة 4K وقوة صوت 7.1. ويهدف هذا العرض، فضلاً عن عملية السرد، إلى إنتاج مشاعر وعواطف بداخل المشاهد من خلال الدمج بين الصور الواقعية، والأرشيفية والثلاثية الأبعاد.

بيت محمد بن جاسم، ماضي مشيرب وحاضرها

ويعتبر بيت محمد بن جاسم هو المنزل الثالث من سلسلة منازل المتحف، وهو عبارة عن مكان من الذكريات الواقعية من الحاضر والماضي. ويمكن للزوار اكتشاف تاريخ حي مشيرب والتعرف على مشروع الترميمات في هذه المنطقة من خلال العروض التفاعلية.

ويمكن إبراز عرض “ميديا ديش” الضوئي التفاعلي الذي قد تم عرضه على قرص دائري قطره 5 أمتار يسمح بعملية التفاعل بالتوازي حتى بين ستة أشخاص من خلال حركاتهم. ويحتوي كل نموذج مصغر على مفهوم معين قد اكتسب سمة الواقعية، والذي يتيح مشاركة عدد كبير من المستخدمين، فضلاً عن إثراءه لهذه التجربة.

ويبرز هذا العرض نموذجًا تشكيليًا ثلاثي الأبعاد لحي مشيرب، مستوحى من رمال الصحراء؛ -حالة المباني؛ وسائل النقل؛ نظام جمع النفايات؛ المناطق الخضراء أو استخدام الطاقات البديلة، هذا من بين أمور أخرى كثيرة. وتكتمل هذه القاعة بعرض على الحائط بتقنية التصوير المتقطع للتطور الحقيقي لهذا العمل.

وسيتوفر أمام الزوار كشك للتصوير، وهو عبارة عن كابينة تسجيل يمكنهم من خلالها مشاركة انطباعاتهم حول هذا المشروع العمراني ومشاهدة تسجيلات الزوار الآخرين، ليصبح بذلك جزءًا من الخطاب السردي لهذا المتحف.

بيت رضواني، الحياة اليومية

قد تحول معظم سكان قطر الذين كانوا في السابق من البدو الرحل، بفضل الطفرة النفطية، إلى حضريين. ويقطن في مدينة الدوحة (العاصمة) حاليًا ما يقرب من 90 %من جملة السكان، أو بالقرب من ضواحيها، مما أدى إلى الهجر السكاني لمدن الشمال.

وقد تغيرت البيئة في السنوات الأخيرة كثيرًا لدرجة أنه لا يمكن التعرف عليها الآن. وقد شُيدت أبراج من الزجاج والصلب في منطقة كانت بالكامل عبارة عن ساحل مستوٍ مغطى بالرمال. لقد أصبح هذا البلد عمرانيًا في زمن قياسي، وفي الوقت ذاته يمتلك تاريخًا جديرًا بالسرد.

ويمثل بيت رضواني إحدى البيوت التقليدية القطرية بالاعتماد على بعض الأثاث الحقيقي والمفروشات والديكورات الخاصة بهذه المنطقة، بالإضافة إلى بعض الاكتشافات الأثرية الحديثة.

لقد تم الجمع بين ما هو تقليدي وما هو حديث في إطار واحد، بطريقة متوازنة ومتوافقة مع التاريخ ليكشفوا لنا عن واقع حياة القطريين في أقل من 100 عام.

وينُمّ إنجاز أكسيونا للإنتاج والتصميمات في متاحف مشيرب عن بطل واضح أمام الجميع: الزائر. وكان من بين أهدافه التعزيز من تفاعل الزائر مع المحتويات بطريقة شخصية وفقًا لاحتياجاته، وسهولة التواصل، وجعل التجربة أكثر خصوصية.

وقد تم تحقيق هذه الأهداف استنادًا إلى الأرقام.

وقد زاره في السنوات الثلاثة الأخيرة حوالي 80.000 شخص منذ افتتاحه في عام 2015. وقد تحولت متاحف مشيرب إلى واحدة من المعالم الثقافية في الدوحة، عاصمة الدولة التي يقطن بها ما يقرب من مليوني شخص، 250.000 منهم فقط قطريين، ويُنظر الآن إلى السياحة كمصدر بديل للوصول إلى الرخاء.

لقد استثمرت قطر مليارات الدولارات في البنية التحتية، واستضافت الأحداث المهمة مثل دورة الألعاب الأسيوية 2006 وهي الآن تستعد لتنظيم كأس العالم لكرة القدم 2022. ويعتبر التعريف بتاريخها جزء من العرض في هذا السياق.

وقد استطاعت متاحف مشيرب بهذه الأهداف من عقد مجموعة من الاتفاقيات مع المؤسسات الأكاديمية، وتنفيذ برامج تدريبية، ومعارض مؤقتة، ومؤتمرات، وبرنامجًا موسعًا للأنشطة، تمكنت بموجبها من إقامة علاقة وطيدة مع المجتمع المحلي. لقد شارك المواطنون القطريون في هذا المشروع، وذلك من خلال تبرعهم بمفروشاتهم الشخصية وأدواتهم الموروثة عن أجدادهم، بالإضافة إلى اشتراكهم بشكل فعال في عملية التوثيق.

وكجزء من العرض الذي قامت بتصميمه أكسيونا للإنتاج والتصميم فإنه يجعل الزوار في مركز الحدث ويعتمد فيه على التفاعلية كملمح رئيسي في هويته.